نهب المساعدات الإنسانية في غزة تحت أنظار الجيش الإسرائيلي
كشف تقرير لصحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أن عصابات مسلحة مرتبطة بجماعات إجرامية تستولي على المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة، خاصة في منطقة رفح القريبة من الحدود المصرية. التقرير أشار إلى أن هذه العمليات تتم وسط سيطرة الجيش الإسرائيلي الكاملة على المنطقة، حيث يقوم المسلحون بفرض “رسوم عبور” تصل إلى 15 ألف شيكل على سائقي شاحنات المساعدات. من يرفض الدفع يتعرض للاختطاف أو الاستيلاء على الشاحنة وحمولتها، بينما يمتنع الجيش عن التدخل رغم وقوع السرقات بالقرب من مواقعه.
وأوضحت الصحيفة أن بعض منظمات الإغاثة الدولية توقفت عن إدخال المساعدات بسبب هذه الاعتداءات، ما أدى إلى ترك المؤن مخزنة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي. هذه الأوضاع فاقمت من معاناة سكان القطاع الذين يعتمدون على المساعدات لتأمين احتياجاتهم الأساسية، خاصة في ظل انهيار النظام المدني وشح الموارد.
التقرير أبرز شهادات منظمات دولية أكدت أن الشرطة المحلية حاولت التصدي لهذه العصابات في بعض الحالات، إلا أن الجيش الإسرائيلي قمع تلك المحاولات بدعوى ارتباط الشرطة بحركة “حماس”. كما شددت المنظمات على ضرورة إنشاء قوة شرطة فلسطينية أو دولية لتأمين إيصال المساعدات، وهي خطوة تعارضها القيادتان الإسرائيلية السياسية والعسكرية.
وفي ظل استمرار غياب الحلول، تزداد حالات النهب والفوضى، حيث أصبحت مناطق قرب معبر كرم أبو سالم تصنف كمناطق خطرة على خرائط الأمم المتحدة. يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي التنصل من مسؤوليته عن حماية قوافل المساعدات، مكتفياً بتبرير موقفه بذرائع أمنية واتهامات للتنظيمات الفلسطينية، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في غزة.