ننتظر المطر

كتبت: يسرى أبو عنيز

نتظر المطر بعد أن تأخر لهذا الموسم بفرحة طفل عندما ينتظر بلهفة كبيرة عودة أمه من مكان ما لشدة تعلقه بها ،وحبه الكبير الذي لا يستطيع أن يخفيه.
ننتظر المطر في كل عام بشوق ولهفة لا يمكن أن توصف كما هي الأرض المتعطشة له ليرويها ،والزرع الذي طال انتظاره للماء ليروي الزرع،ويحيي الشجر والبشر.
ننتظر المطر بشغف في كل عام ..وننتظر حتى حبات البَرد..نشتاق للثلوج تُغطي الأرض وتكسو الجبال..تأسرنا الطبيعة الجميلة بعد أن ترتدي حلتها البيضاء..وكأنها تقول لنا أن نقاء القلوب ..وصفاء النفوس البشرية يكون كبياض الثلج الذي يكسو الأرض..
ننتظر المطر..فتتحقق أماني مُزارع فقير وضع أمله كله فيما تجود به السماء على الأرض ..فهذا المطر هو مصدر أمله في الحياة بعد أن تتحقق أماله بمحصول زراعي جيد بعد أن روت السماء الأرض..
ننتظر المطر..ولسان حالنا يدعو الخالق بالسلامة للجميع وأن يحفظ ويحمي الجميع بعد أن فقدنا ومنذ بداية فصل الشتاء حتى الآن 21 شخصاً بسبب الإختناق نتيجة للإستخدام الخاطئ للمدافئ ،إضافة لإصابة 560 شخصاً حسب احصائيات الدفاع المدني، رغم التحذيرات المستمرة من المديرية.
ننتظر المطر بشوق،ولهفة كبيرة ،ولكن ما يترك في القلب غصة،ويزيد من ألمنا،منذ السابع من تشرين الأول للعام 2023،أي منذ عامين ما يتعرض له أخوتنا في غزة الذين يعيشون في ظل ظروف البرَد والمطر،من دون مأوى ،وإن وجدت الخيام،فهي غير كافية،وأحيانا تغمرها المياه،بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي في حرب الإبادة المنازل كما دمر البنية التحتية،وكل شيء في قطاع غزة .
ننتظر المطر لهذا العام،والحمد لله على ما جادت به السماء من خير،ولدينا الأمل بأن يكون الغد أجمل،وأن تُعوض هذه الأمطار تأخر الموسم المطري في المملكة،لتنتعش الأرض،ويفرح بها البشر والشجر،وتزدان الأرض بحلتها الجميلة كما هو الحال في كل عام..فالحمد لله على نعمة المطر.