لماذا استقال المعاني؟

يسرا ابوعنيز -لماذا استقال وزير التربية والتعليم، والتعليم العالي الدكتور وليد المعاني، يوم امس الاحد؟ وما الأسباب التي دفعت لاتخاذ مثل هذا الاجراء؟ ولماذا جاءت هذه الاستقالة في هذا الوقت بالذات؟ وهل ارهقته المشكلات التي واجهت هذا القطاع الهام، والظروف الصعبة التي يمر، ومر بها قطاع التعليم؟.

وايا كانت الظروف التي دفعت الوزير المعاني على الاستقالة، سواء كان اضراب المعلمين الذي اربك الحكومة، وأثار الرأي العام، واستمر ما يقارب الشهر، وشل العملية التعليمية في المملكة، او قضية المناهج الدراسية للصفين الأول، والرابع، ورفض اولياء الأمور لهذه المناهج، وامتحان الدورة الشتوية لطلبة الثانوية العامة، وعدم البت بعقد هذه الدورة، وغيرها من الأمور.

وهذه المشكلات، والظروف التي واجهت الدكتور وليد المعاني، وكذلك الظروف التي تمر بها هذه الوزارة الحيوية، والمهمة، لدورها الحيوي في خدمة المجتمع، وتحمل المسؤولية تجاه الطلبة، والمعلم، واولياء الأمور، ومتابعة امورهم التعليمية، والتربوية، ايا كانت الظروف فإن العمل العام بطبيعته يتطلب العمل على مدار الساعة.

كما أن العمل العام، وبخاصة في المؤسسات، والوزارات الحكومية، والدوائر الحكومية الخدماتية كوزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، تتطلب عملا متواصلا، مما يرهق الشخص المعني بهذه الوزارة وكذلك الاشخاص الذين يعملون فيها من ذوي العلاقة، ولقد خبر رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز هذا الأمر، عندما كان وزيرا للتربية والتعليم في حكومة الملقي، والتي سبقت تشكيل حكومته.

نحن لا ندافع عن اي مسؤول، ولا عن اية تصرفات تصدر عن اي شخص سواء كان مسؤولا، او مواطنا عاديا، ولكن ملف اضراب المعلمين، ارهق جميع اطراف العملية التعليمية في الأردن وقتها، واستنفر جميع الفعاليات الشعبية، والرسمية، وذلك للخروج بحلول ترضي جميع الأطراف، غير أن الجميع اخفق حتى توصلت الحكومة ونقابة المعلمين لحلول لانهاء اضراب المعلمين، وإنقاذ الطلبة من الضياع.

قد يكون وزير التربية والتعليم، والتعليم العالي، الدكتور وليد المعاني، لم ينجح في احتواء الأزمة في بدايتها مع نقابة المعلمين، وذلك لكونه ليس صاحب القرار في موضوع زيادة العلاوة التي طالبوا بها، والتي تصل إلى خمسين بالمئة، وهي بالمناسبة من المطالب القديمة للنقابة، ومن الأمور العالقة بين الحكومة والنقابة، ولم يأتي هذا المطلب في عهد هذا الوزير.

كل هذه الإحتمالات واردة في استقالة وزير التربية والتعليم، والتعليم العالي، الدكتور وليد المعاني، وغيرها ومنها انه قد يكون ايضاً على دراية بأنه سيخرج من حكومة الرزاز، مع اول تعديل وزاري سيجري على حكومته، فاختار الإستقالة، قبل الاقالة.

وقد يكون الرجل متعب من المشكلات التي رافقت وجودة في هذه الوزارة، وتلك التي كانت قبل ان يأتي، وقد يكون من الأشخاص الذين يعرفون قدراتهم في هذا المجال بالنسبة لعلاوة المعلمين، او انه اراد ان يرتاح قليلا، ثم ليتفرغ لعمله، ومهنته كطبيب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى