ما بين الهيدان وعمان
بقلم المستشار: عارف عواد السطام
الأردن قوي وقادر على مجابهة كل التحديات بعزم أهله ووفائهم وبحكمة قيادته الهاشمية واحترام الأردنيين وصون كرامة بعضهم لبعض إنما هو القيمة التي ينطلق منها أي جهاز أمني بالأردن ، قضى الأردنيين خلال عطلة نهاية الأسبوع الحديث والنقاش في موضوع دبر في ليل ومكيدة أصبحت تنهش كل صاحب نفيلة وعمل وطني … لا بل أصبحت تهشم مؤسسات وطنية أردنية بناها الأردنيون بالكد والتعب … والحادثة التي تعرض لها مدير الأمن الوطني اللواء الركن حسين الحواتمة تصل إلى درجة أن تكون “مفتعلة “، وهي لا تستهدف مدير الدمج الأمني والجنرال القوي بعد أيام فقط من الثقة الملكية بتعيينه ، بل تستهدف كل أردني غيور على وطنه ودينة وملكة وعروبته ، وهي مفاجئة ودخيلة على أبناء مجتمعنا الأردني الواحد ولا يجوز السكوت عنها ويجب لا بل دحض مثل هذه المؤامرات التي تستهدف ضرب الوحدة الوطنية بالعمق وضربها سياسياً وأمنياً ،ومثل هكذا أفعال أنما يراد منها خلق ظرف مريب يستهدف الوطن بكامله أولاً ، وتفتيت اللحمة العشائرية ثانياً فالعلاقة ما بين الحمايدة والعبابيد أقرب ما تكون الى علاقة محبة واحترام ونسب ومصاهرة ووشائج اجتماعية أكبر ممن يختلق مثل هذه الترهات أو يمولها أو يتغنى بها وهي لن تزيد الأردنيين إلا صلابة ومهابة وتتكسر على صخرتها رماح الغدر والخيانة .
أن الإساءة للجنرال الحواتمة ما هي إلا إساءة لوطن بأكمله ولكل الشرفاء من أبناء وطني في كافة مواقعهم ومن تشرف بحمل الشعار الأمني الوطني الأردني ولكل منتسبين الأجهزة الأمنية الفذه ، إذ أن من أقدم على نشر النار في الهشيم لا يعرف الباشا جيداً ولم يسبق أن خالطه أو جالسه فمحبة الوطن في عيونه وأبناء الأردن في قلبه وعلم الأردن ورايته وقيادته في ضميره وأن ما يراد في تلك الأفعال هو ضرب الوحدة الوطنية لأن الحواتمة يعمل ضمن منظومة الأمن الوطني ، وإحقاق الحق لتعزيز سيادة القانون وحماية الممتلكات والأرواح ،ويقدم الصورة المعهودة كمواطن ورجل امن وأبن عشيرة ولطالما ردد هذه المقولة انه مواطن قبل أن يكون مديرا للدرك ” أن المواطن شريك رئيسي وأصيل في العملية الأمنية ” فهو لم يسمح بيوم من الأيام لأحد بالاستقواء لا على الأردنيين ولا على الوطن .
كفى الله الأردنيين والمؤسسات الوطنية شر الفته ونعوذ بالله ونلوذ به من اللايذات والفتن ما ظهر منها وما بطن وما يحاك ضد وطني وأبناءه المخلصين ومن كل اللذين يريدون شراً بك يا وطني ويرمون ببئر مائك ، ثق تماماً أن الأردنيون كالبنيان المرصوص والجسد الواحد إذا ما أصاب واحد منهم هم أو قرح نتداعى إليه كواحد منا ولنا ولا نقبل للمشككين أو المتربصين المزاودة عليه أو ضرب الوحدة الوطنية أو يعيثوا فساداً بديارنا ، نحن بك ومنك يا وطني الرائع لأننا اخترناك حباً وطواعية ولأننا دقينا على دروبنا يا وطني وشمك ورسمنا وكتبنا في سطر كتابك وتلالك حتى العالم يقرا كتابك .
أما أنت يا باشا يا رفيق العمر والصبا وصديق الخطى المتعبة يا أبن مأدبا حارسة المعمدان والفسيفساء الجميلة والكنائس البيزنطية والمساجد المؤابية ورذاذ المساء ..يا أبن جبل بني حميدة والوالة والهيدان جارة العنب والزيتون وشهقة الغيم ، يا ابن الخبز الأردني وآنية النحاس … الوطن بخير وفيه خيرين وباق وكلهم زائلون راحلون .