تفاصيل اغتصاب وذبح سائحتين بالمغرب.. كيف ردت حكومتا النرويج والدنمارك؟
فوجئ العالم مساء الإثنين بنبأ العثور على سائحتين (إحداهما من النرويج والأخرى دنماركية) قتيلتين بقرية في جبال أطلس بالمغرب، بعد اغتصابهما وذبحهما.
الجريمة البشعة نُشرت عبر مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وحذفته إدارة الشركة العالمية لاحقًا، اعتبرتها السلطات المغربية عملية إرهابية.
وألقي القبض في وقت لاحق على ثلاثة مشتبه بهم في تنفيذ الجريمة، قبل أن يتضح بعد ذلك أنهم بايعوا تنظيم داعش الإرهابي عبر مقطع فيديو.
وأدانت حكومتا النرويج والدنمارك الحادث الوحشي الذي لم تضح كل ملابساته حتى الآن.
من القتيلتان؟
القتيلة الدنماركية هي لوزيزا جيسبرسين البالغة 24 سنة، حسبما ذكرت صحيفة B.T الشعبية في الدنمارك ونشرت صورتها نقلًا من حساب “الفيسبوك” التابع لها، ونشرت معها مقابلة من أسطر قليلة مع والدتها “هيل جيسبرسين” البالغة 52 سنة، والتي قالت للصحيفة إنها نصحت ابنتها “بعدم السفر هذه المرة إلى منطقة خطرة من الجبال، إلا أنها أصرت وسافرت”.
النرويجية مارن أولاند الأكبر سناً منها بأربعة أعوام (تبلغ 28 عامًا)، نشرت صورتها قناة NRK TV التليفزيونية النرويجية في موقعها الذي قالت فيه إنها استمدتها من حسابها في “فيسبوك” أيضًا، وذكرت والدتها “إيرين يولند”، إن ابنتها “عاشقة للهواء الطلق، واتخذت كافة الاحتياطات قبل السفر”، حسبما نشر موقع “العربية. نت”.
في صباح الثلاثاء، أعلنت السلطات الأمنية المغربية توقيف شخص يشتبه بتورطه في قتل السائحتين اللتين عثر على جثتيهما أمس مقطوعتي الرأس.
وقال المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي، في بلاغ أمني، إن المكتب تمكن من توقيف المشتبه به في مدينة مراكش، والاحتفاظ به تحت تدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل تحديد خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الجريمة.
وأكد أن السلطات ستواصل التحريات لتوقيف أشخاص آخرين، تم تحديد هوياتهم، وذلك للاشتباه في مساهمتهم في تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية.
يوم الأربعاء، أعلنت السلطات المغربية أن جريمة ذبح السائحتين عملية إرهابية.
قال مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية إن السلطات توصلت، من خلال التحريات والتحقيقات التي أجرتها مع المشتبه فيه الذي ألقت القبض عليه أمس الثلاثاء، إلى أن الأشخاص الأربعة المشتبه فيهم يحملون فكرا متطرفا ويرتبطون بجماعة إرهابية، وأن السلطات حصلت على صورهم ومعلومات عنهم.
اليوم الخميس، أعلنت السلطات الأمنية المغربية القبض على الأشخاص الثلاثة المشتبه في مشاركتهم في العملية الإجرامية التي أودت بحياة سائحتين في مراكش.
وقال المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي، إنه تم توقيف المشتبه بهم بمدينة مراكش، ويجري حاليًا إخضاعهم لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد ملابسات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، والكشف عن الخلفيات والدوافع الحقيقية التي كانت وراء ارتكابه.
المتهمون بايعوا داعش
رومان كايلت، باحث فرنسي في الحركات الإسلامية، كشف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن المغاربة المتورطين في جريمة قتل السائحتين سبق أن بايعوا زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، بحسب موقع “هسبريس” المغربي.
ونشر حساب على موقع “تويتر” يدعى “Wikidawla” فيديو يظهر أربعة أشخاص يبايعون التنظيم، وقال إن “الشريط الحصري يتعلق بالأشخاص الذين قتلوا السائحتين في المغرب”.
وردد أحدهم، في شريط الفيديو، آيات قرآنية تدعو إلى قتل الكفار والمشركين، قائلا: “إننا نقول لخليفة المسلمين إن له جنودا في المغرب الأقصى لا يعلمهم إلا الله عز وجل، وإنهم ماضون لنصرة دين الله”.
وقال صاحب الحساب “ويكي دولة”، في تصريح لهسبريس، إن تسجيل الفيديو كان قبل تنفيذ جريمة مقتل السائحتين الإسكندنافيتين، وأضاف أن “منفذي العملية قاموا بذلك نصرة لإخوانهم في منطقة الهجين بسوريا”.
إدانات
وقال رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكه راسموسن للصحفيين في كوبنهاجن: “لا نعرف ملابسات الحادث، لكن الكثير من التفاصيل تشير إلى أن القتل الوحشي كان عملا إرهابيا وهناك مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي” في إشارة إلى مقطع الفيديو على “فيسبوك” الذي تم حذفه في وقت لاحق.
رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرج في أوسلو وصفت الواقعة بأنها “هجوم وحشي لا معنى له ونحن ندينه”.
رئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني استنكر مقتل السائحتين، ووصفه بالعمل المرفوض الذي “لا ينسجم مع قيم المغاربة وتقاليدهم، ولا مع تقاليد تلك المنطقة بالضبط، ويستدعي الإدانة الواسعة”.
واعتبر العثماني أن هذه العملية الإرهابية “طعنة في ظهر المغرب والمغاربة”، مؤكدا أن المغرب حقق الكثير من النتائج الجيدة في مكافحة الإرهاب، وفق مقاربة شمولية استباقية، ووجه التعازي لعائلتي الضحيتين وبلديهما.