للصائم دعوة لا ترد عند فطرة
إبراهيم عبيدات
بكل نظرة تأمل أنظرها لهذا الوجود أشتم روحانية غريبة تداعب الروح كما لو أنها نسائم هواء تداعب أوراق الشجر التي تهب بين الحين والآخر فتزيل عنها غبار تراكم لشهور طوال مضت فأتعبتها وارهقتها ومنعت ثمارها من النمو والنضوج جيداً فتأتي حاملك بين أنفاسها لحبوب اللقاح التي تساعد فيما يلزمها لتكون ناضجة.
يحين المساء وتهم أشعة الشمس لتأخذ بالمغيب شيئا فشيئا، وشعور بالطمأنينة يحيط بالقلوب التي أثقلتها شهور عجاف حملتها ما لا تستطيع من متاعب وهموم وأحزان عكرت صفو الحياة.
حوار يدور في النفس يقول : لا عليك كوني مطمئنة فاللقاح آت لروحك ورمضان يهرول سريعاً قادماِ يحمل لنا الخير، لتبوح النفس لبارئها وتلهج الألسن لحظة الفطر بالدعاء رافعة يدها للسماء بأن يرفع عنها الهم والبلاء ويذهب من طريقها كل عسر وعناء فلا تنسي أيتها النفس للصائم دعوة لا ترد عند فطره.