جميلون رائعون.
إبراهيم عبيدات – أذكر ونحن أطفالاً صغار نلعب في شارع الحارة البسيطة حيث صيحات أبناء الحي تملأ المكان، وفي كل ركن من ذلك الحي البسيط مجموعة من الأطفال يمارسون طقوس اللعب المختلفة فمنهم من يلعب بالدحل وأصوات تلعو ربحت نعم ربحت، وفي ركن آخر شبان يتراكضون خلف كرة قماشية جمعوها مع بعضها البعض وألصقوا عليها بلاصق ليمارسوا من خلالها الرياضة المفضلة لديهم، وكل طفل منهم يقلد بحركاته لاعبه المفضل لمنتخب الوطن ويطلق على نفسه إسم ذلك اللاعب، يلعبون ويلعبون حتى يعودوا لأمهاتهم منهم من نال منه التعب لكنه بنشوة انتصار فريقة نسي ذلك التعب ليرمي نفسه بحضن أمه الدافئ ويقول: لقد انتصر فريقي لأنني كنت مثل لاعب المنتخب الوطني، وآخر عاد لبيته مرهق متعب ورمى بنفسه ذات الرمية يبكي وبحرقة الطفل الذي تذوق مرارة الهزيمة ويقول يا أمي : هزمت وفشلت لأنني لم أكن مثل اللاعب الذي أشاهده يلعب للمنتخب الوطني لتقول أمه : لا تبكي يا بني حاول في المرة القادمة وستنجح وعندما ستكبر ستكون لاعبا في صفوف المنتخب الوطني وستمثل الوطن في إحدى المباريات وسيصفق لك الجمهور وسينادي بإسمك الجميع.
كم هي جميلة الطفولة وكم نحن جميلون رائعون قلوبنا طاهرة مضيئة لا تعرف سوى الحب والمرح والبساطة وعنوان حياتنا البراءة والسعادة.