يسرا ابوعنيز يكتب: كورونا ورمضان
يسرا ابوعنيز – يأتي شهر رمضان الفضيل في هذا العام، مختلفا عن بقية الأعوام السابقة، وخاليا من اي نكهة رمضانية، كما يخلو من كافة طقوسه الرمضانية، ولعل ابرزها على الإطلاق صلاة التراويح في المساجد.
يأتي شهر رمضان هذا العام، دون أن ينادى للصلاة في المساجد، ودون ان يتسابق الناس لأداء الصلاة في المساجد، ودون أن يزين الأذان من مساجدنا هذا الشهر كما هو معتاد، ودون أن يكبر الناس ويهللوا لإستقبال الشهر الفضيل.
يأتي شهر رمضان هذا العام، ولنا أخوة، وأعزاء تم عزلهم، وحجرهم بسبب إصابتهم بفيروس الكورونا، هذا المرض الخطير، الذي ارعب العالم جميعا، وعزل العالم عن بعضه، واوقف عجلة الحياة في كل مكان.
يأتي شهر رمضان هذا العام، وقد أبعدنا هذا الوباء عن أهلنا، وأحبتنا، بسبب الحظر المفروض في المملكة منذ ما يزيد عن الشهر ونصف، حفاظا علينا وعلى الوطن، ونحن ننتظر أن تزول الغمة لتعود الحياة لطبيعتها.
يأتي شهر رمضان هذا العام، ونحن ننتظر أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي، نمشي في شوارعنا، ونزور الأهل والأحبة، نتنقل بكل مدننا وقرانا دون خوف من هذا الفيروس اللعين، ودون وجود خطر على حياة المواطن، او خطر يهدد الوطن.
يأتي شهر رمضان هذا العام، وقد خلت بيوتنا من الألفة بين أبناء المنطقة الواحدة، كما خلت من تلك الجمعات للأهل والأقارب، وخلت أيضا من السهرات الرمضانية التي اعتدنا عليها في كل عام.
يأتي شهر رمضان هذا العام، ونحن لا نجيد سوى صنع الطعام، وجلب مستلزماتنا والعودة لبيوتنا كما هو الحال بالنسبة للنمل، دون أن نكون من العناصر المنتجة في هذا المجتمع، وكأن حياتنا توقفت على هذا الأمر فحسب.
يأتي شهر رمضان هذا العام، ونحن ننتظر أن تعود حياتنا لطبيعتها،ليس في رمضان فحسب بل في كافة أشهر السنة، ولينتهي هذا الكابوس المزعج، الذي ألزمنا أن نختبئ في منازلنا كل هذه الفترة، والتي نتمنى ألا تطول أكثر من ذلك.
يأتي شهر رمضان هذا العام، ونحن نرفع أيدينا عاليا،متضرعين وطالبين من المولى عز وجل أن ينقذ البلاد، والعباد من هذا الوباء، وأن يتلاشى هذا المرض الخطير من جميع دول العالم، وتتخلص البشرية جمعاء من شره.