يسرا ابو عنيز تكتب : هل يفقد التعليم قوته؟
يسرا ابوعنيز- بعد أن اجبرتنا الظروف الصعبة التي نمر بها، ونعيشها منذ اكثر من ثلاثة اشهر، بسبب جائحة فيروس الكورونا، سواء في الأردن، او في دول العالم كافة، وما نتج عن هذه الظروف من اغلاق للجامعات الأردنية، والمعاهد، ورياض الأطفال، والحضانات، والمدارس، كما هو الحال بالنسبة لمعظم دول العالم، الأمر الذي جعلنا نلجأ للتعليم عن بعد، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل هذا النوع من التعليم موضوعي؟ وهل هذا النوع من التعليم على مستوى متقدم في دولنا؟ وهل نحن أهل لمثل هذا التعليم؟.
ومن خلال تجربة شخصية،اجبرتنا الظروف والتي جاءت مع بداية الفصل الدراسي الثاني، لطلبة المدارس،والجامعات، والكليات، والمعاهد في المملكة،أن نعيشها ونتأقلم معها للانتهاء من هذا الفصل من العام الدراسي بأقل الخسائر ، ورغم كل التمجيد لهذا النوع من التعليم إلا أن الواقع الذي عشناه يؤكد بأن هذا النوع من التعليم غير موضوعي.
ولعل بعضنا قد يتساءل عن السبب وراء اطلاق مثل هذه الأحكام على هذا النوع من التعليم، غير أن النتيجة والجواب واضح في هذا المجال، فمن غير المعقول أن تتساوى قدرات الطلبة في الاجابة على اسئلة الامتحانات في الفصل الدراسي الثاني، لكونه تعليما عن بعد، وبالتالي امتحانات عن بعد، وبالتالي تتساوى النتائج رغم اختلافها لدرجة كبيرة خلال الفصل الدراسي
الأول، والسنوات السابقة، ورغم اختلاف القدرات لدى الطلبة، لأن في هذا الأمر ضرر واضح للطلبة، المجتهد سيفقد حقه وفرحته في حصد ثمار اجتهاده، والطالب الاقل اجتهادا سيخدع نفسه قبل أن يخدع المعلم والمدرسة، وبالتالي سينعكس عليه هذا الأمر في السنوات التي تلي هذا العام.
فمن غير المعقول، أن تقفز نتيجة احد الطلبة في هذا الفصل،من درجات لا تصل بحدها الأعلى 68 بالمئة، ولتقفز في الفصل الثاني الى 90بالمئة،ومثل هذا الطالب الكثير والكثير من الطلاب والطالبات، سواء في المدارس الحكومية، او الخاصة، وكذلك الحال بالنسبة للجامعات، وكل هذه الأمور جاءت كنتيجة طبيعية للتعليم وتقديم الامتحانات عن بعد،وغياب المصداقية لدى معظم الأهالي والطلبة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل إن الكثير من المواطنين وبحسب شهود عيان، هم من قاموا بتقديم الامتحانات المدرسية عن ابنائهم الطلبة، سواء في المدارس الحكومية، او الخاصة، كما أن بعض الأشخاص قاموا بتقديم الامتحانات الجامعية عن زملائهم، او اصدقائهم، وبخاصة ممن تخرجوا من الجامعات في سنوات سابقة.
وأيا كان من يقدم الامتحانات عن بعد، كبديل لهؤلاء الطلبة، وحتى وان كان الطلاب والطالبات ممن قدموا الامتحانات بمساعدة اهاليهم فإن في ذلك اضعاف للعملية التعليمية، الأمر الذي جعل التعليم غير موضوعي، ولم يعد بقوته كما هو حاله في المدارس ذاتها، وكان يجب علينا مع انتهاء العام الدراسي الجديد في المدارس الخاصة ان نكون أهلا للثقة والأمانة بدلا من تلك المسرحية الهزيلة التي تم تمثيلها.