حيدر العذاري سفير العراق بعمان بحوار مع الزميل بسام العريان الاستثمارات العراقية بالاردن تزيد على 18 مليار دولار.. والاتفاق النفطي مستمر
حوار/ الاعلامي بسام العريان
يتحدث سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية، حيدر العذاري، عن آفاق التعاون العراقي – الأردني في مجالات (السياسة، الأمن، الصحة، التعليم، الاقتصاد والسياحة) وعن الخطوات التي اتخذتها السفارة العراقية في عمّان، لإجلاء المواطنين العالقين هناك، لا سيما مع انتشار جائحة كورونا.
كما تطرق إلى مصير الطلبة العراقيين خاصة بعد قرار وزارة التعليم العالي الأردنية بإجراء الامتحانات النهائية لطلبة الجامعات عن بعد.
نتعرف على مزيد من التفاصيل في مختلف الامور التي تتعلق بالشأن العراقي الخارجي، ضمن هذا الحوار.
• ما هي آفاق التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة كورونا بين بغداد وعمان؟
ـ هنالك تعاون ثنائي بين العراق والأردن في مجال مكافحة الإرهاب، يمتد لسنوات طويلة؛ فالأردن كان له دور كبير في العملية الاستخباراتية التي أدت إلى تحديد مكان ومقتل الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي عام ٢٠٠٦. أيضًا كان الأردن وما زال يدعم العراق من خلال تدريب قواتنا الأمنية. أما في مكافحة جائحة كورونا فهناك تعاون من خلال الملحقية الصحية، حيث تبرع الأردن وبتوجيه من جلالة الملك عبد الله بن الحسين، بمساعدات طبية تشمل عمليات الفحص لفيروس كورونا، التي تتبعها وزارة الصحة العراقية.
• كيف ترى العلاقات مع الأردن في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والسياحة والتعليم؟
ـ قبل جائحة كورونا، كانت العلاقات على مستوى عال من الأهمية في جميع المجالات؛ فكلا البلدين مهتمان بتقوية العلاقات الثنائية لأهمية هذه العلاقة في استقرار المنطقة. ففي مجال التعليم يوجد في الجامعات الأردنية أكثر من ٨٠٠٠ طالب وطالبة من العراقيين يدرسون في الوقت الحاضر. بينما الجامعات العراقية خرجت خلال الخمسين سنة الماضية، أكثر من ٦٤ ألف طالب أردني. العراق مهتم بتفعيل العمل التنسيقي الثلاثي العراقي – المصري – الأردني وهذا ما أكد عليه دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عند لقائه بسعادة سفير المملكة الأردنية الهاشمية قبل يومين. كما أكد حرصه على تقوية العلاقات الثنائية، وعلى جميع المستويات. سياسيا هناك دعم متبادل من خلال الزيارات عالية المستوى بين المسؤولين الأردنيين والعراقيين.
• كيف ترى مستقبل العلاقات العراقية مع الأردن؟
ـ علاقات متميزة؛ لأنها مبنية على ارض رصينة.
• أين وصل التبادل التجاري والاقتصادي والاتفاق النفطي بين البلدين؟
ـ خلال السنتين الماضيتين وصل حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين العراق والأردن إلى أكثر من مليار دولار، وهناك إمكانية لمضاعفة هذا الرقم في المستقبل. أما بخصوص الاتفاق النفطي فالعراق وبالرغم من جائحة كورونا ما زال يزود الأردن بعشرة الآلاف برميل من النفط يوميا، وبأسعار تفضيلية. أما حجم الاستثمارات العراقية على ارض المملكة الأردنية الهاشمية فيتجاوز الـ (١٨) مليار دولار أمريكي.
• هل هناك مشكلات تواجه المقيمين العراقيين في الأردن، لا سيما بعد انتشار وباء كورونا؟
ـ منذ بدء انتشار وباء كورونا في الأردن، حرصت السفارة على تشكيل خلية أزمة برئاستنا، وعملنا على مدار الساعة للتواصل مع الجالية العراقية، من اجل تقديم المساعدة الممكنة من قبلنا، وذلك بسبب حظر التجوال الجزئي والشامل والذي جعل صعوبة التنقل وتوفير الاحتياجات الأساسية، ما دفع السفارة وبالتعاون مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين للعمل على إيصال طرود غذائية لأكثر من ٢٠٠٠ عائلة عراقية متعففة ومحتاجة في عموم عمّان، وتدخلنا الشخصي لمساعدة عائلات عراقية، وطلبة في عدد من المحافظات الأردنية. أيضا تدخلت السفارة لمساعدة مئات المتقاعدين العراقيين المقيمين في عمان، من خلال تكفل السفارة بإيصالهم إلى مصرف الرافدين لمساعدتهم على سحب رواتبهم التقاعدية.
• حدثنا عن المشكلات التي واجهتكم خلال عمليات إجلاء العراقيين العالقين في الأردن.
ـ أهم مشكلة واجهت السفارة خلال عمليات إجلاء العراقيين ـ جوا وبرا ـ هو كيفية وصول المسافرين إلى المطار أو الحدود البرية وسط الإجراءات المشددة المتعلقة بحظر التجوال. وحرصت السفارة على حل هذه المشكلة، من خلال التواصل مع احد المستثمرين العراقيين، الذي تبرع بتجهيز السفارة بـ(١٥) حافلة مع سائقيها، وبدورها عملت السفارة على استحصال الموافقات الأصولية من قبل مركز إدارة العمليات لنقل جميع المسافرين لحين السماح لهم، بالتنقل بسياراتهم الشخصية أو استخدام النقل العام حسب نظام الزوجي والفردي.
• كم بلغ عدد رحلات إجلاء العراقيين العالقين في الأردن (الجوية والبرية)؟
ـ بلغ عدد الرحلات الجوية التي سيرتها السفارة بالتنسيق مع مكاتب الخطوط الجوية العراقية والسلطات الرسمية العراقية والأردنية (١٥) رحلة، بواقع (١٣) رحلة طيران إلى بغداد، ورحلتي طيران إلى اربيل، ورحلة برية إلى الحدود العراقية الأردنية، والتي شملت (٢٩٢٠) مواطنا عراقيا. والعمل ما زال جاريا على إجلاء المواطنين العراقيين جوا وبرا.
• السفارة العراقية في عمّان، كانت قد أعلنت التريث بالسفر برا، ما سبب ذلك؟
ـ التريث بالسفر برا جاء بناءً على توجيهات الأخوة المسؤولين في محافظة الانبار؛ لأسباب لوجستية وأسباب تتعلق بالسلامة والامن والصحة. هناك تنسيق مباشر ما بين السفارة والأخوة المسؤولين، من اجل إعادة فتح المعبر البري وخلال الأيام القليلة الماضية، ستبدأ السفارة بحصر أعداد العراقيين العالقين في الأردن مع سياراتهم الشخصية والراغبين في العودة إلى العراق عبر الطريق البري، بعدها سيتم استحصال الموافقات الأصولية لبدء تسيير رحلات برية بإشراف السفارة.
• لماذا يتم حجر جميع الوافدين إلى اربيل لمدة (١٤) يوما، بينما لا نرى ذلك ببغداد؟
ـ السفارة العراقية مسؤوليتها متابعة شؤون الجالية العراقية في الأردن والتنسيق مع السلطات العراقية والأردنية لاستحصال الموافقات الأصولية، أما إجراء الحجر الصحي في العراق، فهي من اختصاص السلطات المعنية.
• بعد قرار وزارة التعليم الأردنية بإجراء الامتحانات النهائية لطلبة الجامعات عن بعد، هل سيعود الطلبة العراقيون هناك لأرض الوطن أم ماذا؟
ـ السفارة حريصة على الاهتمام بشريحة مهمة وهي الطلبة، الذين يزيد عددهم على (٨٠٠٠) طالب وطالبة. وبعد اتخاذ وزارة التعليم العالي الأردنية قرارها بإجراء الامتحانات النهائية عن بعد، وبعد اتخاذ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية قرارها بالسماح للطلبة العراقيين الدارسين في الخارج بالعودة إلى العراق واعتبار فترة تواجدهم بالعراق جزءا من المدة المسموحة لدراستهم، وبعد الصعوبات المالية التي بدأ يتعرض لها عدد من الطلبة بسبب جائحة كورونا، وعدم إمكانية تحويل مبالغ مالية لهم، وأيضا بسبب بدء انتهاء إقاماتهم، فقد أصبحوا يعتبرون عالقين وسيتم إجلاؤهم.
• حال عاد (الطلبة) إلى العراق، هل ستضمن السفارة عودتهم إلى الأردن مجددا بعد العطلة الصيفية؟
ـ السماح للطلبة أو المقيمين العرب والأجانب بالعودة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، هو من صلاحية الحكومة الأردنية حصرا، ولا يمكن لأي سفارة بالتدخل، لذلك السفارة لا تضمن عودة الطلبة، إلا في حال سمحت الحكومة الأردنية بذلك