منتدون يخرجون بالبيان الختامي والتوصيات في الندوة الإقليمية الافتراضية الثانية
* عبدالحميد الهمشري
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه فإنه ومن كمال عقل الإنسان ورجاحته تطلعه إلى المعرفة واكتساب المزيد من الخبرات والمهارات المُعينة له على ممارسة حياته وتنمية فكره، مع النظر إلى المآلات المحققة له ما يريد مع السلامة والأمن، والإنسان مخلوق فُطِر على الجهل ثم أعطي الأدوات المعرفية لإصلاح حياته، كما قال تعالى في محكم التنزيل: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوُن). وبالتأمل في هذه الآية ندرك أن جهالة الإنسان منذ ولادته ترفعها أدوات العلم والمعرفة التي أودعها فيه الله سبحانه والمذكورة في هذه الآية، وذلك ليُحسِن استخدامَها واستثمارَها في إصلاح نفسه وبيئته وإعمار ما حوله وفق النهاية السليمة التي لا تستنكرها الفطر والعقول، والمبنيّة على بدايات ومقدمات سليمة في أخذ المعلومة والتلقي، وتتمايز هذه النهايات والمآلات بتمايز طرق ووسائل البناء المعرفي في استثمار المعارف العقلية المختزنة في الإنسان.
ولتكون الأمة على نور واضح أقام مركز الإمام الشافعي ندوته الإقليمية الافتراضية الثانية تحت عنوان: “المقاصد الشرعية والإنسانية ومقومات البناء المعرفي للأمة” في هذا اليوم المبارك الأربعاء 17/ذي القعدة/1441-8/7/2020 ، وقد كانت أربعة ورقات بحثية كالتالي:
* الورقة البحثية الأولى: “المقاصد الكلية” تقديم الدكتور عرفان رشيد-كردستان .
* الورقة البحثية الثانية: “المصادر المعرفية” تقديم الدكتور عبد الرحيم آدم-السودان.
* الورقة البحثية الثالثة: “الأمة الوسط”: تقديم الدكتور سمير مراد-الأردن .
* الورقة البحثية الرابعة: “مقومات البناء المعرفي” تقديم الدكتور فياض عبد المنعم-مصر.
ثم خلص الباحثون للتوصيات التالية:
1. إن مقاصد الشريعة وتفعيلها في المجتمع يحقق للمكلف براءة الذمة والخروج من عهدة التكليف بيقين، لذا فنحث العاملين والمسؤولين عن التعليم على الاهتمام بالدراسات المقاصدية اهتماماً يتناسب وأثرها على ساحة الدعوة الإسلامية المعاصرة، من خلال إنشاء قسم خاص بها، وإدخال موضوعاتها ضمن مفردات المنهج، وتوجيه الباحثين إلى الدراسات المقاصدية في بحوثهم ورسائلهم التي تنفع المسلمين وتعالج قضاياهم المعاصرة والمستجدة، على أن تكون هذه الدراسة علمية منهجية لا سطحية شكلية، كي ينشأ جيل إسلامي واعٍ له القدرة على التصدي لمحاولات الغزو الفكري وغيره.
2. أهمية الفقه التأصيلي والمقاصدي في صد الشبهات، وفتح قنوات الفهم العميق للواقع مما يؤهل العاملين للوصول لأفضل نتائج.
3. العمل على تفعيل دور المجامع الفقهية لتتولى إصدار الفتاوى والاجتهادات المنضبطة، وذلك لسد الفراغ الحاصل وقطع الطريق أمام الفتاوى الجاهزة غير المنضبطة.
4. نوصي بتحويل العلم إلى معارف قابلة للتطبيق الفردي والجماعي واقعياً وعملياً.
5. أهمية تصنيف الخطاب الديني من حيث إلقاؤه على الجمهور، من باب: خاطبوا الناس على قدر عقولهم، فهذا أدعى إلى الجمع وعدم الفوضى والتربص.
6. الاهتمام بالسنة من جهة أنها الحكمة أي التطبيق العملي للمعلومات التي توصل إلى الغايات وبالتالي نفي التعارض فيها أو بينها وبين القرآن أو بينها والمعلومات المكتسبة عن أي طريق آخر.
7. السعي لاحتواء الآخر بالمعارف المصحوبة بالقيم والقدوة الحسنة.
8. الاهتمام بالغايات والمآلات والنظر إلى الاختلافات الواقعة في طريقها بأنها لربما تعالج جزءا لم نره أو لعلها تعالج جزءاً قدّرنا أن زمنه لم يحن أو أنه هو الأفيد في المستقبل.
9. يتأسس البنيان المعرفي -لأي مجتمع أو أمة- على رؤية كلية للوجود المشاهد والمحسوس والغيب (ما وراء الطبيعة) أيضاً؛ وبناءً على هذه الرؤية يقوم البنيان المعرفي بتوفير مناهج ومصادر المعرفة ووسائل وأدوات الكشف عنها وإثباتها والتحقق منها وتصنيفها وتنسيقها، في إطار كلي متكامل وشامل ومتساند.
10. التأكيد على أن القيم السائدة تلعب دوراً رئيساً في السلوك الإنساني، ومن ثم فإن الوحي الشريف قد هدى الإنسان إلى تلك القيم الصحيحة في أحكام الشريعة، وبذا تتأكد الحاجة الضرورية للبحث والتجديد في نظرية المعرفة، أو في البنيان المعرفي في ضوء الإسلام، كمدخل لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية، انطلاقاً من الرؤية الإسلامية الكلية، للقيام بواجب كل وقت، وهو (حفظ الدين ونقله والدعوة إليه في كل …