جينات “سحرية” قد تمكّن الإنسان من تجديد نفسه !
يمكن للحمض النووي “السحري” لحيوان “salamander” أن يسمح للإنسان (في يوم من الأيام) بإعادة إنماء أجزاء جسمه بالكامل.
وتُعرف هذه المخلوقات بأنها “سادة التجدد”، حيث تعيد إنماء أطرافها الخلفية المفقودة نتيجة هجوم الحيوانات المفترسة، في معجزة طبية يحاول الباحثون استغلالها لصالح البشر.
والآن، في أول مشروع عالمي، جمع العلماء الجينوم الكامل لـ “axolotl”، وهو نوع من “salamander” يعيش في موطنه الأصلي الوحيد، وهو بحيرة بالقرب من مكسيكو سيتي.
ويأمل الباحثون في أن يساعد هذا الاختراق العلمي في الكشف عن قدرة الكائن السحرية، على إعادة إنماء أي جزء من أجزاء الجسم تقريبا.
وقال معد الدراسة، البروفيسور راندال فوس، العالم في مركز الأبحاث البريطاني للنخاع الشوكي وإصابات الدماغ: “من الصعب العثور على جزء من الجسم لا يمكن لهذه الكائنات تجديده: الأطراف والذيل والنخاع الشوكي والعين، كما ثبت أن نصف أدمغتها تتجدد أيضا”.
وعلى الرغم من أن البشر يتشاركون في العديد من الجينات مع “axolotl”، فإن جينوم “salamander” أكبر بعشرة أضعاف، ما يجعل التحليلات الجينية عملية معقدة بشكل لا يصدق.
ولكن العلماء استخدموا الآن تقنية تسمى ربط الموصلات لوضع جينوم “axolotl” في الترتيب الصحيح بسرعة وكفاءة، ليكون أول جينوم بهذا الحجم يتم تجميعه حتى الآن.
وقال الباحث، جيراميا سميث: “قبل بضع سنوات، لم يكن أحد يعتقد أنه من الممكن تجميع جينوم 30+GB. ولقد أظهرنا الآن أنه من الممكن استخدام طريقة فعالة من حيث التكلفة، ويمكن الوصول إليها، الأمر الذي يفتح إمكانية إجراء تسلسل روتيني للحيوانات الأخرى ذات سلسلة الجينوم الكبيرة”.
وكدليل على المفهوم، استخدم فريق البحث بيانات الحمض النووي للعثور بسرعة على الجين الذي يسبب مرض القلب لدى “axolotl”، مع إلقاء ضوء جديد على أمراض الإنسان.
وقال البروفيسور فوس: “لكي تفهم المرض البشري، عليك أن ترى القدرة على دراسة وظائف الجينات في الكائنات الحية الأخرى، مثل axolotl. والآن بعد أن أصبحت لدينا إمكانية الوصول إلى المعلومات الجينية، يمكننا بالفعل البدء في دراسة وظائف جينات الكائن، وتعلم كيفية قدرته على تجديد أجزاء جسمه”.
ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا في يوم ما من ترجمة هذه المعلومات للعلاج البشري، مع التطبيقات المحتملة لعلاج إصابة الحبل الشوكي والسكتة الدماغية وإصلاح المفاصل.