مازالت معاناة الاسرى مستمرة فى سجون العدو
يواصل الأسير ماهر الأخرس (49 عاما) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 88 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري، وسط تدهور شديد في حالته الصحية.
قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليست قضية إنسانية فحسب، فهي تشكل أحد أهم قضايا الصراع مع العدو الصهيوني، وجزءا أساسيا من نضال حركة التحرير الوطني الفلسطيني، وأحد دعائم مقومات القضية الفلسطينية، وتحتل مكانة عميقة في وجدان الشعب الفلسطيني لما تمثله من قيمة معنوية ونضالية، بل هي أضحت، في بعض الأحيان، حركة قائدة ومبادرة في العمل الجمعي الفلسطيني.
في استهتار جديد بالقانون الدولي وبأرواح الفلسطينيين أقرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قانوناً لتجميد تمويل علاج الأسرى في سجونها، مشيرةً إلى أن “علاجهم يجب أن يكون على حسابهم”. كذلك تصاعدت اقتحامات وحدات القمع الإسرائيلية غرف الأسرى بعد إعلانهم الاضراب العام إثر استشهاد الأسير (فارس بارود) داخل سجن ريمون بعد أن أمضى 28 عاماً في سجون الاحتلال، فيما أعلن رئيس حكومة اليمين المتطرف (بنيامين نتنياهو) إن المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي المصغر (الكابينيت)، سيلتئم خلال يومين بهدف بحث السبل لتنفيذ قانون سلب مخصصات عائلات الشهداء والأسرى، مؤكدا بأنه “سيتم الشروع قريبا في خصم المخصصات من عائدات الضرائب التي تجبى للسلطة الفلسطينية”.
وفي السياق الأشمل، وضع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دول العالم بصورة الأوضاع الصحية الاستثنائية التي يعيشها الأسرى المرضى الفلسطينيون، و”معاناتهم بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمدة من قبل سلطات سجون الاحتلال، والتعرض لأساليب التعذيب الجسدي والنفسي الوحشي والممنهج، وقيام مصلحة السجون بحرمانهم من الرعاية الطبية المطلوبة، وممارسة القهر والإذلال والتعذيب من قبل طواقم الاعتقال والتحقيق، والمماطلة بتقديم العلاج المناسب واستغراق مقابلة الطبيب شهوراً طويلة”. كذلك، فإن “عدد الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية عام 2018 نحو 5700 معتقل، منهم نحو 700 أسير مريض، 37 منهم في حالة الخطر الشديد، وقرابة 30 أسيراً مصاباً بالسرطان. ولقد استشهد 217 أسيراً فلسطينياً منذ العام 1967 حتى نهاية عام 2018، منهم 75 استشهدوا نتيجة القتل العمد، و7 نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، و62 نتيجة الإهمال الطبي، و73 نتيجة التعذيب”. ومن جانبه، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن “عدد الشهداء بلغ 218 أسيرا، وعدد الأسرى المرضى داخل السجون حوالي 700 مريض، منهم المصاب بالسرطان، والشلل النصفي، والفشل الكلوي… الخ، والحالات تزداد يوما بعد يوم”.